فصل: تفسير الآيات (1- 2):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنتخب في تفسير القرآن



.سورة الحجرات:

.تفسير الآيات (1- 2):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)}
1- يا أيها الذين آمنوا: لا تقدِّموا أي أمر في الدين والدنيا دون أن يأمر به الله ورسوله، واجعلوا لأنفسكم وقاية من عذاب الله بامتثال شريعته. إن الله عظيم السمع لكل ما تقولون، محيط علمه بكل شيء.
2- يا أيها الذين آمنوا: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي إذا تكلم وتكلمتم، ولا تساووا أصواتكم بصوته- كما يخاطب بعضكم بعضاً- كراهة أن تبطل أعمالكم وأنتم لا تشعرون ببطلانها.

.تفسير الآيات (3- 8):

{إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8)}
3- إن الذين يخفضون أصواتهم في مجلس رسول الله- إجلالاً له- أولئك- وحدهم- هم الذين أخلص الله قلوبهم للتقوى، فليس لغيرها مكان فيها، لهم مغفرة واسعة لذنوبهم وثواب بالغ غاية العظم.
4- إن الذين ينادونك من وراء حجراتك أكثرهم لا يعقلون ما ينبغى لمقامك من التوقير والإجلال.
5- ولو أنَّ هؤلاء صبروا- تأدباً معك- حتى تقصد الخروج إليهم لكان ذلك خيراً لهم في دينهم، والله عظيم المغفرة ذو رحمة واسعة.
6- يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم أي خارج عن حدود شريعة الله بأى خبر فتثبتوا من صدقه، كراهة أن تصيبوا أي قوم بأذى- جاهلين حالهم- فتصيروا على ما فعلتم معهم- بعد ظهور براءتهم- مغتمِّين دائماً على وقوعه، متمنين أنه لم يقع منكم.
7، 8- واعلموا- أيها المؤمنون- أن فيكم رسول الله فاقْدروه حق قدْره واصْدقوه، لو يطيع ضعاف الإيمان منكم في كثير من الأمور، لوقعتم في المشقة والهلاك، ولكن الله حبَّب في الكاملين منكم الإيمان، وزيَّنه في قلوبكم، فتصَونوّا عن تزيين ما لا ينبغى، وبغَّض إليكم جحود نعم الله، والخروج عن حدود شريعته ومخالفة أوامره، أولئك هم- وحدهم- الذين عرفوا طريق الهدى وثبتوا عليه تفضلا كريماً، وإنعاماً عظيماً من الله عليهم، والله محيط علمه بكل شيء، ذو حكمة بالغة في تدبير كل شأن.

.تفسير الآيات (9- 12):

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)}
9- وإن طائفتان من المؤمنين تقاتلوا فأصلحوا- أيها المؤمنون- بينهما، فإن تعدت إحداهما على الأخرى ورفضت الصلح معها فقاتلوا التي تتعدى إلى أن ترجع إلى حكم الله، فإن رجعت فأصلحوا بينهما بالإنصاف، واعدلوا بين الناس جميعاً في كل الشئون، إن الله يحب العادلين.
10- إنما المؤمنون بالله ورسوله إخوة جمع الإيمان بين قلوبهم، فأصلحوا بين أخويكم رعاية لأخُوّة الإيمان، واجعلوا لأنفسكم وقاية من عذاب الله بامتثال أمره واجتناب نهيه راجين أن يرحمكم الله بتقواكم.
11- يا أيها الذّين آمنوا: لا يسخر رجال منكم من رجال آخرين، عسى أنْ يكونوا عند الله خيراً من الساخرين. ولا يسخر نساء مؤمنات من نساء مؤمنات عسى أن يكنَّ عند الله خيراً من الساخرات ولا يعب بعضكم بعضاً، ولا يدْعُ الواحد أخاه بما يستكره من الألقاب. بئس الذكر للمؤمنين أن يُذكروا بالفسوق بعد اتصافهم بالإيمان، ومن لم يرجع عمَّا نهى عنه فأولئك هم- وحدهم- الظالمون أنفسهم وغيرهم.
12- يا أيها الذين آمنوا: ابتعدوا عن كثير من ظن السوء بأهل الخير. إن بعض الظن إثم يستوجب العقوبة، ولا تتبعوا عورات المسلمين، ولا يذكر بعضكم بعضاً بما يكره في غيبته. أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً، فقد كرهتموه؟! فاكرهوا الغيبة فإنها مماثلة له، وقوا أنفسكم عذاب الله بامتثال ما أمر، واجتناب ما نهى. إن الله عظيم في قبول توبة التائبين ذو رحمة واسعة بالعالمين.

.تفسير الآيات (13- 18):

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)}
13- يا أيها الناس: إنا خلقناكم متساوين من أصل واحد هو آدم وحواء، وصيَّرناكم بالتكاثر جموعاً عظيمة وقبائل متعددة، ليتم التعارف والتعاون بينكم، إن أرفعكم منزلة عند الله في الدنيا والآخرة أتقاكم له. إن الله محيط علمه بكل شيء، خبير لا تخفى عليه دقائق كل شأن.
14- قالت الأعراب بألسنتهم: آمنا، قل لهم- يا محمد-: لم تؤمنوا، لأن قلوبكم لم تصدق ما نطقتم به، ولكن قولوا: انقدنا ظاهراً لرسالتك ولمَّا يدخل الإيمان في قلوبكم بعد، وإن تطيعوا الله ورسوله صادقين لا ينقصكم من ثواب أعمالكم أي شيء. إن الله عظيم المغفرة للعباد، ذو رحمة واسعة بكل شيء.
15- إنما المؤمنون- حقاً- هم الذين آمنوا بالله ورسوله، ثم لم يقع في قلوبهم شك فيما آمنوا به، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في طريق طاعة الله، أولئك هم- وحدهم- الذين صدقوا في إيمانهم.
16- قل لهم- يا محمد- تكذيباً لقولهم آمنا: أتخبرون الله بتصديق قلوبكم، والله- وحده- يعلم كل ما في السموات، وكل ما في الأرض، والله محيط علمه بكل شيء.
17- يعدون إسلامهم يداً لهم عليك- يا محمد- تستوجب شكرك لهم، قل: لا تمنُّوا علىَّ إسلامكم فخيره لكم، بل الله- وحده- يَمُنُّ عليكم بهدايته إياكم إلى الإيمان، إن كنتم صادقين في دعواكم.
18- إن الله يعلم كل ما استتر في السموات والأرض، والله محيط الرؤية بكل ما تعملون.

.سورة ق:

.تفسير الآيات (1- 4):

{ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4)}
1، 2- ق: حرف من حروف الهجاء افتتحت السورة به على طريقة القرآن الكريم في افتتاح بعض السور ببعض هذه الحروف للتحدى وتنبيه الأذهان، أُقسم بالقرآن ذى الكرامة والمجد والشرف: إنا أرسلناك- يا محمد- لتنذر الناس به، فلم يؤمن أهل مكة، بل عجبوا أن جاءهم رسول من جنسهم يُنذرهم بالبعث، فقال الكافرون: هذا شيء منكر عجيب.
3- أبعد أن نموت ونصير تراباً نرجع؟ ذلك البعث بعد الموت رجْع بعيد الوقوع.
4- قد علمنا ما تأخذه الأرض من أجسامهم بعد الموت، وعندنا كتاب دقيق الإحصاء والحفظ.

.تفسير الآيات (5- 11):

{بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11)}
5- لم يتدبروا ما جاءهم به الرسول، بل كذَّبوا به من فورهم دون تدبّر وتفكر، فهم في شأن مضطرب لا يستقرون على حال.
6- أغفلوا فلم ينظروا إلى السماء مرفوعة فوقهم بغير عمد؟ كيف أحكمنا بناءها وزيَّناها بالكواكب، وليس فيها أي شقوق تعاب بها؟
7- والأرض بسطناها وأرسينا فيها جبالاً ثوابت ضاربة في أعماقها، وأنبتنا فيها من كل صنف يبتهج به من النبات، يسر الناظرين.
8- جعلنا ذلك تبصيرا وتذكيرا لكل عبد راجع إلى ربه، يُفكر في دلائل قدرته.
9- ونزَّلنا من السماء ماء كثير الخير والبركات، فأنبتنا به جنات ذات أشجار وأزهار وثمار، وأخرجنا به حب الزرع الذي يحصد.
10- والنخل ذاهبات إلى السماء طولاً، لها طلع متراكم بعضه فوق بعض لكثرة ما فيه من مادة الثمر.
11- أنبتناها رزقاً للعباد، وأحيينا بالماء أرضاً جف نباتها، كذلك خروج الموتى من القبور حين يبعثون.

.تفسير الآيات (12- 21):

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)}
12، 13، 14- كذبت بالرسل قبل هؤلاء أمم كثيرة: قوم نوح، والقوم المعروفون بأصحاب الرس، وثمود، وعاد، وفرعون، وقوم لوط، والقوم المعروفون بأصحاب الأيكة، وقوم تُبَّع، كل من هؤلاء كذب رسوله فحق عليهم ما وعدتهم به من الهلاك.
15- أعطلت إرادتنا أو عوَّقت قدرتنا فعجزنا عن الخلق الأول فلا نستطيع إعادتهم؟! لم نعجز باعترافهم، بل هم في ريب وشبهة من خلق جديد بعد الموت.
16- أقسم: لقد خلقنا الإنسان ونعلم ما تحدثه به نفسه، ونحن- بعلمنا بأحواله كلها- أقرب إليه من عرق الوريد، الذي هو أقرب شيء منه.
17- إذ يتلقى الملكان الحافظان أحدهما عن اليمين قعيد والآخر عن الشمال قعيد، لتسجيل أعماله.
18- ما يتكلم به من قول إلا لديه ملك حافظ مهيأ لكتابة قوله.
19- وجاءت غشية الموت بالحق الذي لا مرية فيه. ذلك الأمر الحق ما كنت تهرب منه.
20- ونفخ في الصور نفخة البعث، ذلك النفخ يوم وقوع العذاب الذي توعدهم به.
21- وجاءت كل نفس برة أو فاجرة معها من يسوقها إلى المحشر، ومن يشهد بعملها.

.تفسير الآيات (22- 29):

{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29)}
22- ثم يقال- تقريعاً- للمكذب: لقد كنت في الدنيا في غفلة تامة من هذا الذي تقاسيه، فأزلنا عنك الحجاب الذي يُغطى عنك أمور الآخرة. فبصرك اليوم نافذ قوى.
23- وقال شيطانه الذي كان مقيضاً له في الدنيا: هذا هو الكافر الذي عندى مُهيأ لجهنم بإضلالى.
24، 25- يقال للملكين: ألقيا في جهنم كل مبالغ في الكفر، مبالغ في العناد، وترك الانقياد للحق، مبالغ في المنع لكل خير، ظالم متجاوز للحق، شاك في الله تعالى وفيما أنزله.
26- الذي اتخذ مع الله إلهاً آخر يعبده فألقياه في العذاب البالغ غاية الشدة.
27- قال الشيطان رداً لقول الكافر: ربنا ما أطغيته، ولكن كان في ضلال بعيد عن الحق، فأعنته عليه بإغوائى.
28- قال تعالى للكافرين وقرنائهم: لا تختصموا عندى في موقف الحساب والجزاء، وقد قدَّمت إليكم في الدنيا وعيداً على الكفر في رسالاتى إليكم، فلم تؤمنوا.
29- ما يُغَيَّر القول الذي عندى ووعيدى بإدخال الكافرين النار، ولست بظلام للعبيد فلا أعاقب عبداً بغير ذنب.